ما الذي يجعل المراقبين السياسيين يعتقدون بأن قطر سترضخ في نهاية المطاف للمطالب السعودية والإماراتية؟
لا بد من التوقف عند الرهانات المتوفرة للنظام في الدوحة ومقارنتها بما يمكن أن يتحقق في الموقفين اللذين لا ثالث لهما للخروج من المأزق الذي وضعت قطر نفسها فيه على مدى أكثر من عقدين من الزمن.
واضح أن رهان الاتكال على إيران يشوبه الكثير من المخاطر؛ فإيران اليوم تقف على حافة انهيار متوقع، فالموقف الدولي والإقليمي لا يتطور لصالحها كما كان الأمر في عهد الرئيس الأمريكي السابق أوباما، وهي متورطة في أكثر من مكان في العراق وسورية واليمن ولبنان تورطا مكلفا للغاية وإن بدا أنها قد حققت بعض التقدم واستفادت من خلال زرع بؤرها من سيطرة هشة رغم ما يقال عن تأثيرها في تلك الأمكنة.
وبعد مؤتمر الرياض ازداد الضغط على الملالي، وخسر المتشددون أية فرصة للعودة إلى سدة السلطة، وبات واضحا أن المجتمع الدولي في طريقه إلى اتخاذ كل ما يستطيعه لتقليم أظافر إيران وكبح تمددها الذي يعرض كل المنطقة لمخاطر جسيمة ليس من مصلحة القوى الإقليمية والقوى الكبرى السكوت عنها. هذا الرهان إذن رهان خاسر ولإيران سوابق في خيانة الوعود التي تقطعها أو التعهدات التي تقدمها. رهان الاعتماد على الإخوان والدول التي تدعمهم رهان خاسر أيضا، وأعتقد أن قطر تدرك بأن الأتراك مهما كان موقفهم ودعمهم للإخوان المسلمين لن يجازفوا باتخاذ مواقف قد تؤدي إلى زعزعة النظام في أنقرة.
وأمام قطر الموقف التركي مما يحصل في العراق والتعهدات التي قدموها حول كركوك وتلعفر والقوات الكردية في سورية. تركيا لم تستطع أن تحرك ساكنا وبالتالي فإن الرهان على موقف تركي مؤيد لقطر ضرب من الانتحار.
ليس أمام قطر سوى حاضنتها الإقليمية والجسد الذي تنتمي إليه، فلا الإخوان ولا إيران سيخدمانها، وعليها أن تراجع حساباتها وترضخ لمطالب دول الخليج التي هي أحرص من أي جهة أخرى على قطر وشعب قطر.
* كاتب وصحفي عراقي مقيم في لندن
لا بد من التوقف عند الرهانات المتوفرة للنظام في الدوحة ومقارنتها بما يمكن أن يتحقق في الموقفين اللذين لا ثالث لهما للخروج من المأزق الذي وضعت قطر نفسها فيه على مدى أكثر من عقدين من الزمن.
واضح أن رهان الاتكال على إيران يشوبه الكثير من المخاطر؛ فإيران اليوم تقف على حافة انهيار متوقع، فالموقف الدولي والإقليمي لا يتطور لصالحها كما كان الأمر في عهد الرئيس الأمريكي السابق أوباما، وهي متورطة في أكثر من مكان في العراق وسورية واليمن ولبنان تورطا مكلفا للغاية وإن بدا أنها قد حققت بعض التقدم واستفادت من خلال زرع بؤرها من سيطرة هشة رغم ما يقال عن تأثيرها في تلك الأمكنة.
وبعد مؤتمر الرياض ازداد الضغط على الملالي، وخسر المتشددون أية فرصة للعودة إلى سدة السلطة، وبات واضحا أن المجتمع الدولي في طريقه إلى اتخاذ كل ما يستطيعه لتقليم أظافر إيران وكبح تمددها الذي يعرض كل المنطقة لمخاطر جسيمة ليس من مصلحة القوى الإقليمية والقوى الكبرى السكوت عنها. هذا الرهان إذن رهان خاسر ولإيران سوابق في خيانة الوعود التي تقطعها أو التعهدات التي تقدمها. رهان الاعتماد على الإخوان والدول التي تدعمهم رهان خاسر أيضا، وأعتقد أن قطر تدرك بأن الأتراك مهما كان موقفهم ودعمهم للإخوان المسلمين لن يجازفوا باتخاذ مواقف قد تؤدي إلى زعزعة النظام في أنقرة.
وأمام قطر الموقف التركي مما يحصل في العراق والتعهدات التي قدموها حول كركوك وتلعفر والقوات الكردية في سورية. تركيا لم تستطع أن تحرك ساكنا وبالتالي فإن الرهان على موقف تركي مؤيد لقطر ضرب من الانتحار.
ليس أمام قطر سوى حاضنتها الإقليمية والجسد الذي تنتمي إليه، فلا الإخوان ولا إيران سيخدمانها، وعليها أن تراجع حساباتها وترضخ لمطالب دول الخليج التي هي أحرص من أي جهة أخرى على قطر وشعب قطر.
* كاتب وصحفي عراقي مقيم في لندن